يواصل المزارعون السوريون جهودهم الرامية إلى زراعة أصناف جديدة من الفاكهة والنباتات والمزروعات، وذلك بهدف تحقيق عائدات مالية مجزية تتناسب مع حجم الاحتياجات في البلاد في ظل استمرار تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا.
وضمن هذا الإطار، استطاع مجموعة من المزارعين السوريين زراعة فاكهة “جاك فروت" التي تصنف على أنها من الفاكهة النادرة، حيث لا تزرع إلا في أماكن قليلة ومعينة حول العالم.
وبحسب تقارير محلية، فإن هذه الفاكهة تزرع في الهند وإندونيسيا، وبعض الدول الاستوائية، لتصبح سوريا من بين البلدان التي تزرعها، وأن كانت التجربة لا تزال في بدايته، لكنها حتى الآن أثبتت نجاحها.
وأوضحت التقارير أن هذه الفاكهة تزرع في المناطق الاستوائية ذات الرطوبة العالية، لذلك نجحت زراعتها في المنطقة الساحلية من سوريا، حيث هناك نسبة رطوبة مرتفعة.
وبينت أن المزارعين في المنطقة قاموا بمحاكاة الأجواء الساحلية وزرعوا هذه الفاكهة ضمن بيوت بلاستيكية ورفعوا من نسبة الرطوبة بداخلها بدرجة أكبر، لتصبح الأجواء مماثلة تماماً للأجواء في موطن زراعة فاكهة "جاك فروت" الأصلية.
وأضافت أنه وبعد نجاح تجربة زراعة هذه الفاكهة النادرة، بدأ المزارعون يحصلون على أرباح مالية مرتفعة نتيجة تصدير المحصول إلى الخارج، لاسيما إلى دول الخليج العربي، حيث يكثر الطلب عليها.
وفي حديث لوسائل إعلام محلية، يؤكد المزارعون أن من ينجح في زراعة فاكهة "جاك فروت" كأنه يزرع الذهب، وذلك نظراً لكمية الأرباح التي يحصلون عليها في حال نجاح الموسم.
وحول أسباب كثرة الطلب على هذه الفاكهة النادرة وارتفاع سعرها عالمياً، يشير خبراء متخصصون في مجال التغذية إلى أن فاكهة "جاك فروت" تعتبر من أغنى أنواع الفاكهة بالعناصر الغذائية المتنوعة التي تقوى جهاز المناعة لدى الإنسان.
وبالنسبة للطريقة التي تم فيها زراعة هذه الفاكهة في الأراضى السورية، أشار المزارعون إلى أنهم جلبوا البذور من مناطق جنوب شرق آسيا.
ولفت المزارعون إلى وجود نوع آخر من البذور تم جلبه من قارة إفريقيا، منوهين أن كل نوع من أنواع البذور ينتج فاكهة "جاك فروت" طعمها مختلف.
وتتميز فاكهة جاك فروت" بمذاقها اللذيذ المحبب، بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الفيتامينات والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والنياسين والمغنيسيوم. كما أن هذه الفاكهة تعتبر من أغني أنواع الفاكهة بالنسبة لوجود الألياف الغذائية والمعادن، حيث تعتبر فاكهة مغذية تمد الجسم بمعظم الاحتياجات، لاسيما الطاقة نظرا الاحتوائها على عناصر غذائية متكاملة ومتنوعة.