من عاملة بسيطة في ماكدونالدز إلى مخترعة في مجال الملاحة الجوية، إليك قصة نجاح مذهلة لابنة حلب السورية التي أذهلت الكنديين.
كان الحلم الممزق في سوريا يبدو أنه لن يجتمع شتاته في لبنان، حيث كانت عائلة "شوشي باكاريان" تنتظر المجهول بانتظار شديد بعد أن تركوا وطنهم كلاجئين. وقد عاشوا في مدينة حلب السورية، التي تأثرت بشكل كبير بالحرب الطاحنة.
بعد 36 شهراً، ووسط التحديات الكبيرة، وجدنا شوشي، الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا، تدرس هندسة الطيران في جامعة كونكورديا في مونتريال، كندا. ولم يكن ذلك كافيًا، حيث كانت تعمل أيضًا في شركتي Stratos و Bombardier Aerospace، اللتين تعنى بصناعة الطائرات ومحاكاة الملاحة الجوية. ورغم ذلك، لم تكن هذه التحديات عائقًا أمام رغبتها في إنشاء جهاز لتوليد طاقة متجددة للطائرات.
عاشت شوشي وعائلتها في سوريا وسط الحروب والصراعات، حيث تلقت هي وأختها تعليمهما وسط الظروف القاسية. وتشير شوشي إلى أن مدرستها كانت على خط النار، مما اضطرها إلى الدراسة في ظروف صعبة جدًا. وعندما تدهورت الأوضاع في سوريا عام 2015، قررت العائلة مغادرة وطنها بحثًا عن حياة أفضل.
كانت لبنان المحطة الأولى، ولكن المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها الأم دفعتهم للبحث عن بدائل أفضل. وهكذا وجدوا أنفسهم في كندا، حيث بدأوا رحلة جديدة من التأقلم وتعلم اللغة الجديدة والبحث عن فرص العمل.
في كندا، انضمت شوشي وأختها إلى جامعة كونكورديا في مونتريال، ورغم أن شوشي كانت تعمل في ماكدونالدز لمدة 30 ساعة في الأسبوع، فإنها استمرت في دراستها في هندسة الطيران. ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها، إلا أنها استطاعت تحمل العبء بفضل عزيمتها وتفانيها.
تحت جناح البروفيسورة إربي هاماليان في الجامعة، بدأت شوشي وأختها رحلتهما في عالم الطيران والابتكار. وبعد التعرف على ناور كوهين، مالكة شركة Stratos للطيران، وظفت شوشي وبدأت تعمل كمدربة على أجهزة محاكاة للطيران.
وفي الوقت الحالي، أصبحت شوشي باكاريان هي العقل المدبر والمخترع وراء ابتكار رائع في مجال الملاحة الجوية، حيث قامت بتطوير شاحن يدير فتحات التهوية في الطائرات باستخدام منافذ هواء الطائرة لتزويد الأجهزة بالطاقة، وقد أطلقت عليه اسم "Ventus". ويعتبر هذا الاختراع الذي قامت به شوشي مهمًا للطيارين الذين يعتمدون على الأجهزة الذكية في إدارة العمليات الجوية.
تعبر شوشي عن حبها للطاقة النظيفة والمتجددة، وتطمح لنقل تجربتها وإلهام الفتيات حول العالم ليروا فيها قدوة تحتذي بها. تريد أن تظهر للفتيات في بلدها وفي جميع أنحاء العالم أنهن قادرات على تحقيق أحلامهن، وأنهن ليسوا مقيدات فقط بمه