لا يُشبه مشهد النّهار في لبنان بزحمته وضجيجه وتسارع أزمتـــ.ــه بأيّ شكلٍ من الأشكال صورة ليالي وطننا التي تضجّ بالحياة والسّهر، وكأننا في لُبنانين مُختلفين، واحدٌ تسير فيه عجلة الحياة الى الوراء، والثاني أشبه بموناكو الشّرق، ففي أيّ وطنٍ نحن؟
يُعرف قطاع الملاهي في لبنان بأنّه عمود أساسي للسياحة صيفاً وشتاءً، وبالرّغم من أنّ الازمة الاقتصادية التي بدأت ملامحها تظهر في الـ2019 أدّت الى إقفال عشرات المطاعم والملاهي، إلا أنه في المقابل، شهدت مناطق عدّة افتتاح مؤسّسات سياحيّة جديدة أصبحت جاذباً لروّاد الليل ليس فقط من اللبنانيّين، وإنما أيضاً للسياح من مختلف الجنسيّات وخصوصاً العربية منها.
فما هو واقع هذا القطاع اليوم؟ وكيف أصبحت الأسعار في ظلّ تفلّت سعر الصّرف بشكلٍ كبير؟
يعتبر وليد نيكولا، وهو مدير أحد أفخم الملاهي الليلية في قضاء المتن، أنّ ما يعيشه اللبناني يُختصر بعبارة "نقٌّ في النهار وسهرٌ في الليل"، شارحاً في حديث عبر موقعنا أنّ "حياة السّهر في لبنان لم تتأثر بشكل كبير بالأزمة الاقتصادية، وخيرُ دليلٍ على ذلك هو أنّ الملاهي تعجّ بمحبّي السّهر خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع".
وعن واقع الأسعار، يُشير نيكولا الى أنّ "الأسعار في الحانات والملاهي الليليّة أصبحت كلّها بالدولار وتبدأ من 20 دولاراً للشّخص وتصل الى 100 دولار، وقد تتخطّى هذا الرقم في السّهرات التي يُحييها فنانون معروفون خصوصاً في الأعياد والمناسبات"، مضيفاً:
"الأمر الإيجابي هو أنّ عدداً كبيراً من الحجوزات تعود لمواطنين عرب من الجنسيّات العراقيّة والمصريّة والكويتيّة، ونتوقّع أن نشهد زحمة كبيرة في عيدي الفطر والفصح".
وردّاً على سؤال حول التحضيرات للصّيف المُقبل، يُجيب نيكولا: "سوف نشهد هذا الصيف فورة في الملاهي على السّطوح المعروفة بالـ"روف توبس"، والتّحضير لافتتاح ملاهٍ جديدة في الصيف يبدأ من الآن، وكلّ توقّعاتنا تؤكد أنّ الموسم المُقبل سيكون ممتازاً وأفضل من العام الماضي"
.
قد يكون القطاع السياحي هو الصّامد الوحيد في ظلّ الانهيار الكبير الحاصل في لبنان، والتفسير الوحيد لهذه الظاهرة الاقتصاديّة الغريبة يُختصر في حبّ اللبناني للحياة ولو كان هذا الحبّ بدوامٍ ليليٍّ فقط!
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv: