على الرغم من ان هذه الفكرة ليست جديدة على الاطلاق، الا انها لاقت رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، انها ببساطة عملية فرز للنفايات من المصدر، تقوم الفكرة على انشاء محطة تشتري النفايات من أجل إعادة تدويرها، بدلا من رميها عشوائياً بدون أي خطة.
ويؤكد بعقليني في حديث عبر "لبنان 24" الى ان الفكرة انطلقت من متجر لجمع النفايات التي يعاد فرزها من بلاستيك وورق وتنك ونيلون وحديد والكترونيات، حيث تم افتتاح الفرع الأول في حزيران من العام الماضي في منطقة سد البوشرية، حيث لاقى رواجاً كبيراً وتمكن من جمع حوالى 300 طن من النفايات حتى نهاية العام، "هذا الأمر دفعنا الى التفكير بفتح مركز جديد لتجميع النفايات فكانت فكرة Drive throw في منطقة الصالومي الدكوانة على اوتوستراد ميرنا الشالوحي، حيث تمكن في اليوم الأول من الافتتاح من استقبال أكثر من 40 سيارة وجمع اكثر من 50 كيلو من النفايات النفايات الصلبة الجافة".
ولفت بعقليني الى ان هذه الخطوة تلقى رواجا بين المواطنين، لأننا أثبتنا اننا قادرون على اعادة تدوير هذه النفايات، وبالتالي لم تذهب الى المطامر، ما يشكل ولو حلاً بسيطا لأزمة النفايات الكبيرة التي تعاني منها البلاد، اضافة الى الشق المالي في الموضوع والذي يمكن ان يساعد بعض الأطفال في عملية العلاج ومحاربة مرض السرطان.
فروع أخرى قريباً
هذه الفكرة وعلى الرغم من ريادتها، الا انها تواجه مشكلة كبيرة، وهي ارتفاع كلفة النقل في لبنان، ما قد يجعل هذا الأمر عائقاً أمام أي مواطن لايصال نفاياته المفروزة الى المركز، ومن هنا يؤكد بعقليني الى انه يتم اليوم العمل على فتح مركز جديد للشركة في منطقة ضبيه والبحث عن مراكز أخرى في مناطق متعددة، حسب الطلب، كما سيكون هناك امكانية للتعاون مع اشخاص وشركات آخرين (franchise) لفتح فروع تابعة للشركة في مناطق مختلفة، شرط أن يراعوا السلامة المرورية، والالتزام بالنظام الخاص للشركة واجراءات الفرز للسلامة البيئية، والاسعار نفسها.
وعن امكانية التوجه الى المنازل لجمع النفايات، لفت بعقليني الى ان هذه الفكرة موجودة الا ان هذا الأمر يوجب على الشخص ان يدفع بدل الكلفة من دون ان يأخذ مالاً من النفايات التي يرميها لاعادة التدوير.
تعاون مع الوزارات
ورداً على سؤال عن تعاون الشركة مع الوزارات، أكد بعقليني ان الشركة تعاونت مع وزارة البيئة ممثلة بالوزير ناصر ياسين، الذي تبنى الفكرة ووضعها ضمن خطة وزارة البيئة لحل مشكلة النفايات، حتى ان وزير الصناعية جورج بوشكيان كان له ايضاً مساهمة في هذه الفكرة، حيث عمل جاهداً على تسهيل أمور المصانع والمراكز.
وعن امكان التعاون مع شركات أخرى لتحفيز الناس اكثر على الفرز، لفت بعقليني الى التواصل مع العديد من الشركات لا سيما شركات تعبئة المياه للشرب للتعاون معها، وسيتم الاعلام في المستقبل عن خطة العمل الجديدة متى تم الاتفاق معهم.
لا شك ان هذه المبادرة الفردية هي واحدة من المبادرات المميزة التي من شأنها أن تؤكّد أن لا عوائق يمكنها أن تقف بوجه الشباب اللبناني مهما كانت الأزمات كبيرة وكثيرة ومهما كان الإنهيار كبيرا، الا ان العديد من الاسئلة تطرح في هذا المجال، لعل ابرزها على الاطلاق هل يمكن لهكذا مبادرات ان تحل أزمة النفايات التي يعاني منها البلاد؟ خصوصاً وان المشكلة الاساسية في النفايات هي ليست في المواد التي يعاد تدويرها بل بالنفايات العضوية والسامة وما يعرف بالمفروضات (حفاضات الاطفال، والمحارم...)؟