واستمر هدر ما تبقى من الإحتياطي على دولار «المنصة»، التي وجد فيها المضاربون وأصحاب النفوذ وكبار التجار ضالتهم، لتحقيق أرباح يومية بمعدل ١٠ بالمئة من الدولارات التي يأخذونها بسعر المنصة، ويتم صرف معظمها بسعر السوق السوداء، أو على الأقل إستيراد البضائع بدولار المنصة وبيعها بأسعار العملة الخضراء المرتفعة عند الصرافين والمضاربين.
ورغم كل التطمينات الوهمية، تحولت المنصة إلى «بالوعة» لمئات الملايين من الدولارات حيناً، وللعشرات يومياً أحياناً أخرى، دون أن تتمكن من كبح جماح الإرتفاع الدولار يومياً، ولا تهدئة التراجع الدرامي لليرة.
وسرعان ما تحولت المنصة إلى ستارة مكشوفة لدولرة الحياة اليومية للبنانيين، من خلال ربط قيمة فواتير الكهرباء والمياه والإتصالات، وحتى الرسوم والضرائب، بسعر دولار المنصة، الذي أصبح يُجاري قفزات الدولار الأسود بالإرتفاع اليومي، الأمر الذي سيؤدي عاجلاً إلى إنفجار إجتماعي لا مناص منه، بسبب تآكل القيمة النقدية والشرائية لليرة أمام الدولار في السوق السوداء، وعلى المنصة معاً.
دولرة أسعار السلع الغذائية خطوة ترقيعية جديدة، في مسلسل السياسات العشوائية، التي تستسهل القرارات الإرتجالية، ولو كانت تزيد الأزمات تعقيداً، وتقذف بالحلول بعيداً!