عاش لبنان صيفا حافلاً من خلال حملة "اهلا بهالطلة" التي شكّلت متنفسا للسياحة اللبنانية وللمؤسسات السياحية وللاقتصاد بشكل عام، بعد تراجع كارثي خلال 3 سنوات جراء الأزمة الاقتصادية وانتشار كورونا، ودخل إلى لبنان خلال 3 أشهر نحو 1.5 مليون سائح منهم 75% من المغتربين و25% من العرب والأجانب، وساهمت بإدخال كتلة نقدية إلى البلد بلغت نحو 6 مليار دولار، وفق احصاءات رسمية.
ومع اقتراب موسم عيدي الميلاد ورأس السنة من المتوقع ان يشهد لبنان حركة سياحية ناشطة تُساهم في الدورة الاقتصادية من خلال نسبة الاشغال في الفنادق والمطاعم وأماكن السهر وصولاً إلى قطاع تأجير السيارات.
وفي هذا الإطار، كان لافتا كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أيام خلال حفل إطلاق خطّ انتاج جديد لشركة مياه "أكوافينا" في منطقة الباروك حيث قال: "ننتظر في الفترة المقبلة موسما شتويا واعداً، وقد أبلغني أحد السفراء العرب بالامس أن هناك حجوزات مكتملة لمدة 15 يوماً للسفر الى لبنان خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، بمعدل اربع او خمس طائرات في اليوم".
صاحب إحدى وكالات السفر والرئيس السابق لنقابة الأدلاء السياحيين هيثم فواز أكد لـ "لبنان 24" ان " نسبة الحجوزات في فترتي الميلاد ورأس السنة جيدة حتى الآن ولاسيما من قبل المغتربين اللبنانيين من دول الخليج وأوروبا الذين اختاروا تمضية فترة الأعياد مع عائلاتهم في لبنان"، لافتاً إلى انه "من المؤكد الموسم سيكون جيدا، ولكنه لن يكون شبيها بموسم الصيف الذي شهدنا فيه قدوم مغتربين من دول بعيدة كأميركا وأستراليا".
وتابع: "لابد من الإشارة إلى ان موسم أعياد آخر السنة يكون لـ 10 أيام فقط ويمكن القول انه موسم السياح الاوروبيين والعرب الذين يزورون لبنان للسياحة وهم يحجزون في الفنادق، أما المغترب اللبناني فهو ، اما يملك منزلا يقيم فيه او يقيم لدى عائلته".
وقال: "نحن اليوم في موسم الخريف وهناك حاليا سياح أجانب لاسيما من الأوروبيين وهو موسم جيد إلى حد ما ونسبة الحجوزات في الفنادق تبلغ ما بين 40 إلى الـ 50 %، ولكن من المتوقع خلال فترة الميلاد ورأس السنة ان ترتفع الحجوزات وان يكون هناك مغتربون لبنانيون إضافة إلى السياح الأجانب".
ومن المتوقع، بحسب فواز، ان تتبلور نسبة الحجوزات لموسم الأعياد في منتصف الشهر الحالي، مشيراً إلى ان "المغتربين بانتظار ما سيؤول إليه الوضع السياسي في البلد الذي يؤثر على الوضع الاقتصادي"، متمنيا حصول حلحلة تترجم بارتفاع نسبة الحجوزات في فترة الأعياد.
وكان رئيس إتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر قد أشار في حديث سابق لـ "لبنان 24" ان "القطاعات السياحية تنتظر فترة أعياد الميلاد ورأس السنة بعد ركود بموسم الخريف"، مشددا على ان "انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وعودة العلاقات مع دول الخليج إلى طبيعتها تُساهم بعودة لبنان إلى الخارطة السياحية".
ولا بد من الإشارة إلى ان إعادة افتتاح فندق فينيسيا في بيروت يُشكل أملاً بتحسن الاوضاع السياحية في المستقبل القريب وعودة بيروت إلى خريطة السياحة العربية والعالمية، وتؤكد الأرقام ان نسبة الإشغال بلغت منذ افتتاحه حوالى 60 في المئة ويتوقع أن تصل إلى 100 % بحلول العام القادم.
لطالما كان لبنان وجهة سياحية ودخله من هذا القطاع كان في السنوات السابقة نحو 7 مليارات دولار، واستحوذ حتى عام 2019 على قرابة 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، قبل أن يتراجع ما دون 10 بالمئة في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة المالية.
إذن يعوّل أصحاب المؤسسات السياحية والفنادق والمطاعم على موسم الأعياد، ولا يخفون قلقهم من الوضع السياسي الراهن، آملين في ان تسير الأمور باتجاه الحلحلة ليكون موسما واعداً يُساهم ليس فقط في إنعاش القطاع السياحي وانما اقتصاد البلد بشكل عام.