جاري تحميل ... D N P

اخبار لبنان و العالم

إعلان الرئيسية

وفيات

الصفحة الرئيسية عون الخارج من الفراغ وإليه: جبران أو لا أحد

عون الخارج من الفراغ وإليه: جبران أو لا أحد

حجم الخط




كتبت سابين عويس في "النهار": بقطع النظر عن كل الملاحظات التي يمكن إدراجها حول خطاب الرؤية الاخير، إلا ان ما بدا واضحاً فيه في شكل لا يقبل الالتباس، ان عون خاطب جمهوره من موقعه السياسي كزعيم لـ "التيار الوطني الحر"، وليس كرئيس لكل اللبنانيين . فرسم بخطابه خريطة عمله السياسي في المرحلة المقبلة معارضاً وإنما من خارج المعارضة القائمة، معبّداً الطريق امام باسيل الذي بدا من جانبه مستنزِفاً ما تبقّى من نبض في عروق الرئيس الخارج. فمعركة رئاسة باسيل ستنطلق من المقر الجديد لعون، وعلى أكتاف الاخير الذي اطلق عملياً هذه المعركة من قصر بعبدا وقبل خروجه منه، من خلال ما ادلى به واستفاض حول أحقية باسيل بالموقع، وحول سقوط العقوبات الأميركية عنه ما ان يصبح في بعبدا.

 

لا شك في ان الزمن توقف عند الجنرال في التسعينات. وقد ساعدته احتفالية خروجه من القصر على استعادة تلك المشهديات التي ترفع الأدرينالين في الدم، من دون ان تأخذ في الاعتبار تغيّر المشهدية ما بين العام 1990 عندما سلّم عون قصر بعبدا للنظام السوري، وما بين العام 2022 عندما سلّم السلطة لـ"حزب الله"، الذي تعود له كلمة اساسية في سيد بعبدا الجديد.


لعل هذا ما دفع باسيل الى لقاء الأمين العام للحزب قبل ايام، في سعي لتلمّس الطريق بعد 31 تشرين الاول.


تضاربت المعلومات حول نتائج اللقاء، وحول موقف الحزب من الاستحقاقات المقبلة. كان من المهم قرار علني حول مسألتين أساسيتين، تزيلان الضبابية حيال تلك الاستحقاقات: هل يتضامن الحزب مع التيار ويقدِم على سحب وزيريه من الحكومة المستقيلة اذا انسحب منها وزراء التيار؟ وهل سيستعيض عن الورقة البيضاء بإعلان اسم مرشحه الى الرئاسة؟


يعوّل باسيل على تمايز الحزب عن رئيس المجلس نبيه بري الذي فتح معه معركة "كسر عضم"، واضعاً اياه بين فكّي الحليف المسيحي والشريك الشيعي، وسط تهويل بالاقتراب اكثر من المحور الآخر، عززه كلام بدأ يتردد بقوة عن قرب رفع واشنطن العقوبات عن رئيس التيار، على نحو يسمح له بالفوز بكرسي بعبدا؟


انتظر باسيل انتهاء ولاية عمه وخروجه من بعبدا ليسرّ الى المقربين منه بنيّته ملء الشغور فيه. يعتبر الرجل ان الوراثة السياسية لموقع عمه على رأس التيار، تؤهله ايضاً لوراثته في موقع الرئاسة. ولِمَ لا طالما كانت مهمة العهد على مدى الولاية تأمين كل مستلزمات ولوجستيات العبور الآمن من رئاسة التيار الى رئاسة الجمهورية .كل التفاهمات والتسويات التي اوصلت عون الى بعبدا انتُهكت وأُخِلّ بها. فانسحب سعد الحريري الى الإمارات، وانكفأ جعجع في معراب. أما على المقلب الشيعي، فبلغت المعركة مع بري مستويات غير مسبوقة لا مطرح للصلح او التسويات فيها. وما لم يقدمه بري لعون في جلسة انتخابه رئيساً، لن يقدمه حتماً لباسيل.