في السياق لم يكن يوم أمس أمام الحدود اللبنانية السورية في نقطة العريضة كاليومين الأولين من حيث ضغط الأهالي، كانت حركة الناس أخف وما كان أشيع من معلومات بأن ما سيصل إلى لبنان من الداخل السوري هي 3 جثث وناجيان فقط.
يروي جهاد تفاصيل رحلة الموت، ويقول: «ما جرى كان بشعاً جداً، بل هو كابوس لا يمكن نسيانه، لانه في النهاية زهقت ارواح بريئة كانت تسعى الى حياة حرة كريمة خلف البحار»، كاشفاً "ان المركب لم يغرق كما يعتقد البعض، بل تعطل "موتيره" ولم يشتغل مجدداً، وبدأت الامواج تتلاطمه يمنياً وشمالاً الى ان انقلب رأساً على عقب دون ان يتحطم، كثير من المهاجرين بقوا قربه لساعات طويلة على أمل وصول النجدة، والبعض بدأ يسبح فعثرت عليه الزوارق السورية او الروسية وأنقذتهم قبل الوصول الى موقع المركب".
عندما قررت التوجه نحو اليابسة، قطعت مسافة طويلة وسبحت لمدة 13 ساعة، الى ان وصلت الى شاطئ طرطوس وهناك تمّ انقاذي ومساعدتي حيث ابلغتهم تفاصيل مع جرى، معتبراً من الصعوبة بمكان العثور على ناجين بعد هذه الايام، قائلاً: "انها مأساة انسانية".
شقيق الناجي من آل حمد تحدث إلى "نداء الوطن" وأشار إلى أن "شقيقه قد باع سيارته واستعمل ثمنها من أجل الهجرة بالمركب. إن ما دفعه إلى ذلك هي الأوضاع المعيشية والإقتصادية القاسية وكان عنده بعض الجروح بسبب الرحلة ونحن بانتظار وصوله لنعرف كل التفاصيل لأنه هاجر من دون أن يخبرنا".
بالمقابل وفي نفس الإطار، استمرت الدعوات للأهالي ولكل من يفكر بالسفر بهذه الطريقة إلى عدم القيام بذلك، وقد روى أحد الأشخاص من عكار، الذين خرجوا برحلة مركب من هذه المراكب لـ"نداء الوطن"، أن الأمور في أوروبا لم تعد كما في السابق ويجب أن يعلم من يفكر في الهجرة أنه لن يكون في رحلة نزهة وهناك عذابات طويلة بانتظاره، هذا إن وصل، ناهيك عن المصاعب والمخاوف التي سيعيشها لأيام وهو على متن المركب.