تخبرنا أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم أن التمرين هو وسيلة رائعة للحفاظ على لياقتك وصحتك. ولكن ما هي الفوائد الفسيولوجية الفعلية لرفع معدل ضربات القلب؟.
ويشرح ليام والتون، رئيس التحقق في شركة الهندسة الرياضية INCUS Performance، بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل التمرين مهما للغاية ومفيدا لوظيفة الإنسان، بما في ذلك التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه المشاركة على طول العمر الإيجابي، وحس الجسم وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بنمط الحياة.
يقول والتون: "واحدة من أهم فوائد التمارين الرياضية هي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مرتبطة بنمط الحياة مثل مرض السكري أو أمراض القلب. وثبت علميا أن التمارين اليومية أثبتت فعاليتها (في دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة Oxidative Medicine and Cellular Longevity) لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حيث تكفي 30 دقيقة من التمارين المعتدلة خمس مرات في الأسبوع لإحداث فرق".
وسماع أن التمرين يمكن أن يكون مفيدا لصحة القلب قد لا يكون شيئا جديدا بالنسبة لك. ولكن لماذا بالضبط له مثل هذا التأثير الإيجابي؟.
ويقول والتون: "القلب عضلة، ومثل كل العضلات يحتاج إلى تحفيز منتظم ليبقى قويا وصحيا. وبدون ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تتراكم المواد الدهنية في الشرايين ما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية".
وأفادت دراسة نُشرت عام 2018 في مجلة Frontiers in Cardiovascular Medicine أن "التدريب على التحمل يرتبط بمستويات مرتفعة من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وبدرجة أقل، انخفاض في مستويات الدهون الثلاثية - كلا التغيرين يمكن أن يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".
ويضيف لاحقا: "يمكن للنشاط البدني أن يخفف مجموعة متنوعة من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل دسليبيدميا (عدم توازن الدهون) أو ارتفاع ضغط الدم".
ويقول والتون: "قد يكون من الصعب على الشباب أن يتخيلوا أنهم مسنون وأن الكثير من الناس يمارسون الرياضة فقط من أجل الجماليات، ولكن يجب اعتبار التمارين الرياضية بمثابة استثمار طويل الأجل. إن التمتع بالصحة والنشاط الآن سيمنع حالات مثل هشاشة العظام (وهي حالة صحية تضعف العظام، وتجعلها أكثر عرضة للكسر) في وقت لاحق من الحياة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على التنقل ونوعية الحياة عندما نتقدم في السن".
ويقول والتون: "يجب أن تفكر بجسمك كسيارة - فهو يحتاج إلى صيانة مستمرة ليظل يعمل بشكل جيد. وبالنسبة لعظامنا ومفاصلنا، يمكن أن يؤدي تدريب المقاومة إلى زيادة كثافة العظام (كما هو مقترح في هذه الدراسة المنشورة في الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية) ما يعني أنك أقل عرضة لكسر العظام مع تقدمك في السن.
ويمكن القول إن أفضل تأثير موثق للتمرين هو قدرته على التأثير في تكوين الجسم، والذي يشمل عوامل مثل نسبة الدهون في الجسم وكتلة العضلات.
وأفادت مراجعة منهجية وتحليلا تلويا لعام 2019 نُشر في مجلة السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي: "إن تأثير التمرين على السمنة أكبر في المظهر الخارجي (مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر) من العوامل العملية (الوزن ونسبة الدهون في الجسم)".
ومع ذلك، لا يزال من الممكن أن يكون للتمارين الرياضية تأثير إيجابي في منع أو عكس أعراض السمنة، حيث خلص مؤلفو الدراسة إلى: "نقترح على الأفراد المصابين بالسمنة ممارسة الرياضة باستمرار لتحقيق تحسينات كبيرة في صحتهم".
وتحذر منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن "زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن يكون لها تأثير خطير على الصحة".
وتتابع: "يؤدي حمل الدهون الزائدة إلى عواقب صحية خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية (بشكل رئيسي أمراض القلب والسكتة الدماغية) والسكري من النوع 2 واضطرابات العضلات والعظام مثل هشاشة العظام وبعض أنواع السرطان (بطانة الرحم والثدي والقولون).
ما مقدار التمرين الذي يجب أن تمارسه كل أسبوع؟
تشير توصيات النشاط البدني الرسمية إلى 150 دقيقة من التمارين المعتدلة كل أسبوع، ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن نمط الحياة المستقرة بشكل عام مع زيارة ارتياد صالة الألعاب الرياضية لمدة ساعة واحدة كل يوم لا يكفي لمكافحة الآثار السلبية لنمط الحياة المذكور. وبدلا من ذلك، من الأفضل إجراء تغييرات طويلة المدى لجعل نمط حياتك أكثر نشاطا بشكل كامل.
" لايف ساينس"