بعد أكثر من عامين على انتشار وباء كورونا في العالم، وتسجيل أول اصابة في لبنان، بات اليوم المنحدر الوبائي في تراجع كبير، بعد الموجة العالية التي حصدها متحور أوميكرون، وبدء أعداد المصابين بالتراجع محلياً.
وشكلت سياسة وزارة الصحة، على مدى العامين المنصرمين، مثالاً يحتذى به على صعيد القدرة على السيطرة على الوباء من جهة، والسعي إلى تقديم اللقاح إلى اكبر شريحة ممكنة من الناس لتخفيف التداعيات السلبية على صحة المواطن.
ومع بلوغ نسبة الملقحين قرابة الـ40 في المئة وإصابة أكثر من مليون شخص بفيروس كورونا، هل بتنا أمام مرحلة رفع الكمامات؟
سؤال حملناه الى رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح "كورونا"، الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي أكد أن بعض الدول، وليس معظمها، قد رفعت الإجراءات المتعلقة بالكمامات، وخففت من التشدد بالإجراءات المتخذة نظرًا لانخفاض حالات الإصابة بالفيروس وارتفاع نسبة التلقيح، مشيراً إلى أن هذا الأمر ممكن أن يطبق في لبنان، خصوصاً بعد تراجع نسبة الإصابات بشكل مستمر والذي يعتبر مؤشراً جيداً بعد الموجة الكبيرة التي شهدتها البلاد مع انتشار متحور أوميكرون في الشتاء.
ولفت البزري في حديث لـ"لبنان24" إلى أن نسبة انتقال الفيروس قد انخفض إلى مستويات جيدة عالمياً ومحلياً، مشدداً على أن المؤشرات تؤكد أن هناك نوعاً من السيطرة على الوباء وعلى تراجع الإصابات داخل المجتمع اللبناني.
وانطلاقاً من كل ذلك، يؤكد البزري، أن هذه المؤشرات الإيجابية إلى إمكانية اللجوء إلى تسهيل الإجراءات المتعلقة بتدابير كورونا، إلا أن قرار رفع الكمامات ينتظر عملية تقييم جديدة ومدروسة لمسار الوباء، وهذا الأمر سيتم خلال الإجتماع الأسبوعي للجنة الوبائية، على أن تصدر توصيات ترفع إلى اللجنة الوزارية التي عليها اتخاذ القرار المناسب.
ولفت البزري إلى أن البلاد ستدخل في مرحلة صعبة مع بداية شهر رمضان، حيث تكثر اللقاءات والتجمعات في أماكن مغلقة، ومن هنا يجب الإنتباه إلى هذا الأمر والتخفيف من التجمعات وفقا لتوصيات علمية.
وتوقع البزري أن ترفع الكمامات، على أن يكون هذا الأمر بعد 4 نيسان لتسهيل حياة اللبنانيين.
وتابع: حتى الآن الوضع إيجابي وإذا استمر على هذا النحو، فإنه من الممكن أن تطرح اللجان العلمية على وزارة الصحة واللجنة العلمية في الحكومة، اللجوء إلى مرحلة التسهيل على اللبنانيين، ورفع الكمامات.