كتبت راجانا حمية في "الأخبار"،
لم يعد وصول متحوّر "أوميكرون" إلى لبنان مسألة وقت، كما كان يقال طوال الفترة السابقة. إذ حان الوقت أمس، مع إعلان وزير الصحة فراس الأبيض، تسجيل حالتين مشتبه في إصابتهما بالمتحوّر الجديد. بذلك تبدأ، عملياً، مرحلة جديدة مع ثالث المتحورات بعد "ألفا" و"دلتا". ولئن كان الأخير يسيطر اليوم على معظم الحالات المسجّلة، إن لم يكن كلها، فقد لا يبقى الأمر كذلك. فما قبل دخول "أوميكرون"، أو بالأحرى تسجيل الإصابتين المشتبه فيهما في الرابع من الجاري، ليس كما بعده، إذ ينذر ذلك بأن "الأمور ذاهبة نحو الأسوأ"، على ما تقول مصادر متابعة للفحوص، وخصوصاً لناحية ارتفاع أعداد الإصابات.
في الرابع من الجاري، اشتبه العاملون في مختبر «كوفيد»، في الجامعة اللبنانية، بوجود نتيجتين يشتبه في أنهما تحملان المتحور الجديد، إذ لم تكن نتائجهما مطابقة للنتائج الأخرى. لذلك، عمل فريق الباحثين على إجراء اختبارٍ آخر للتأكد من احتمال وجود «أوميكرون». ويلفت الباحث المسؤول في المختبر فادي عبد الساتر إلى أن فريق الباحثين، وبسبب تأخر وصول التقنية الجديدة لكشف المتحور من كوريا، اعتمد في الاختبار على الجمع بين أكثر من تقنية متوفرة في المختبر، «بحيث اعتمدنا على طفرات من متحورَي الألفا والبيتا اللذين يجتمعان معاً في أوميكرون». وبنتيجة الاختبار، تبيّن وجود ثلاث طفرات: اثنتان من «ألفا» وواحدة من «بيتا»، وهي «الطفرات التي لا نجدها مجتمعة مع بعضها البعض إلا في أوميكرون». لذلك خرج الفريق بأول خلاصة شبه أكيدة بأن النتيجتين اللتين تعودان لحالتين آتيتين من أبيدجان وأديس أبابا تحملان ملامح المتحور «أوميكرون». ورغم أن الفريق ينتظر إجراء فحص التسلسل الجيني الكامل أو فك الشيفرة الجينية الكاملة للمتحور (SEQUENCING)، إلا أنه «99,99% نحن أمام أوميكرون».
هاتان النتيجتان ليستا إلا فاتحة لنتائج أخرى تأتي عبر مطار بيروت الدولي، وتحمل الطفرات الجديدة. فبحسب المعلومات، ثمة عدد من الحالات أتت بعد الرابع من الجاري هي قيد البحث اليوم لحسم ما إذا كانت أوميكرون أو لا، أضف إلى أنها ليست حالات محصورة بطائرات آتية من جنوب إفريقيا، وخصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن المتحور ينتشر اليوم في كثير من البلدان، بحسب منظمة الصحة العالمية.
أخطر ما في الإعلان أمس أن الحالتين المشتبه في إصابتهما بالمتحور الجديد «هما في الحجر المنزلي»، على ما قال الأبيض، مشيراً إلى أن «برنامج الترصد الوبائي في الوزارة يتتبّعهما منذ وصولهما إلى لبنان وهما بصحة جيدة والأعراض خفيفة». لكن، التجارب السابقة تقود إلى القول إن المشكلة تكمن في... الحجر المنزلي نفسه. إذ إن هذا الحجر بالذات كان أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في انتشار الفيروس محلياً. أضف إلى أنه لا يمكن التعويل أصلاً على «الضمير». إذ من الممكن أن تكون الحالتان أو تلك التي يشتبه فيها أيضاً قد اختلطت مع آخرين قبل التزام الحجر... إن التزمت به. وهذا ما يحتّم سؤال المعنيين عن تفعيل الرقابة قبل فوات الأوان.