وسط الأخبار السوداوية التي تطل على المواطنين يوميًّا، بات اللبناني يفتش عن أي خبر "عكس التيار". خبر يدخل السرور إلى قلبه ويعيد إليه ذرة واحدة من أمل فقده بعد وصول لبنان إلى مستويات متدهورة لم يصل إليها عبر تاريخه سابقًا.
كل القطاعات في لبنان تأثرت في ظل الأزمة التي تضرب لبنان. هي حقيقة لا يمكن الهروب منها، لكن رغم ذلك لا يزال بعض الأشخاص يتمسكون بأرض هذا الوطن. لا يزالون يجازفون ويستثمرون رافضين أن يفقدوا الأمل.
أحد هؤلاء المتفائلين شركة مرموقة متخصصة في مجال صنع قطع السيارات وتصديرها إلى الخارج قررت أن تدخل في مجال تصنيع السيارات الكهربائية، وتتحضر لإطلاق عشرات السيارات مع بداية السنة الجديدة.
ورغم أن صاحب المصنع يفضل عدم الحديث عن هذا الإنجاز قبل أن يصبح على أرض الواقع إلا أن "لبنان 24" تواصل مع جمعية الصناعيين اللبنانيين وتمكن من الحصول عن بعض التفاصيل في ما خص هذا الموضوع.
وأفاد نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش أن "أحد المصانع الكبيرة في لبنان والذي يصدّر قطع سيارات إلى الخارج سوف يصنع سيارات كهربائية تتسع لـ 3 أشخاص بأسعار مقبولة وهي ممتازة للسوق اللبناني".
وقال: "حاليًّا إن المصنع يقوم بتجهيز 25 سيارة كهربائية محجوزة ولاحقًا سوف يتم تصنيع 25 سيارة شهريًّا وفق الرؤية المبدئية أي 300 سيارة كهربائية سنويًّا كمرحلة أولى، أما إذا لاقى المصنع إقبالًا كثيفًا على شراء السيارة فهو ليس لديه مشكلة بتوسيع التصنيع خصوصًا أنه كبير". وبالنسبة إلى سعر هذه السيارة، أكد بكداش أنها "من المؤكد ستكون أقل من 8000 دولار أميركي إلا إذا تغير الوضع المالي في لبنان نتيجة تقلبات سعر صرف الدولار في السوق الموازية".
ولهذه السيارة الكهربائية مزايا عديدة للسوق اللبنانية وفق ما أفاد بكداش، "فهي مكفولة على 4 سنوات وبما أنها كهربائية فهي لا تحتاج إلى تصليح بقدر ما تحتاجه السيارات العادية التي تسير على البنزين أو المازوت، كما إنها سوف تكون ممتازة للشركات التي توظف مندوبي مبيعات خصوصًا في الوضع الذي يمر به لبنان في ما يتعلق بالارتفاع الكبير لسعر صفيحة البنزين إضافة إلى غلاء قطع السيارات في حال تعطلت، فالشركات سوف توفر الكثير في حال اعتمدت على هذه السيارات".
إضافة إلى ذلك، أشار بكداش إلى أن "هذه السيارات بالإمكان أن يتم شحنها في المنازل وبطريقة سلسة من دون الحاجة إلى محطة خاصة لها".
ولا تعد هذه السيارة الموعود بها لبنان أول سيارة كهربائية يتم تصنيعها في البلاد، لكن ثمة سيارة كهربائية تم إطلاقها في لبنان في نيسان الماضي، حيث عملت شركة "إي في إليكترا" لصاحبها رجل الأعمال الفلسطيني المولود في لبنان جهاد محمد على إطلاق السيارة التي أطلق عليها اسم "القدس رايز" في منطقة خلدة لتصبح أول سيارة كهربائية يتم تصنعيها بشكل كامل في لبنان.